Wednesday, November 30, 2011

الحال

By MOHD ZACK  |  8:48 AM No comments

أ‌-     تعريف الحال
الحالُ وصفٌ فضلةٌ يُذكرُ لبيانِ هيئَةِ الاسمِ الذي يكونُ الوصفُ له، نحو "رجعَ الجندُ ظافراً. وأدَّبْ ولدَكَ صغيراً. ومررتُ بهند راكبةً. وهذا خالدٌ مُقبلاً".[1] والمراد بالفضلة هنا أنه ليس مسندا إليه.
تعريف الحال بأنه الوصف الفضلة المنتصب للدلالة على هيئة.[2] وخرج بقوله فضلة الوصف الواقع عمدة.
الحال هو وصف، فضلة، مذكور لبيان الهيئة.[3] والمراد بالوصف الاسم المشتق الذي يدل على معنى وذات متصفة به وهو اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأمثلة المبالغة، وأفعال التفضيل. المراد بالفضلة هنا ما ليس ركنا في الإسناد، وإن كان لازمة لصحة المعنى. فالوصف جنس يشمل الخبر والنعت والحال، وفضلة: مخرج للخبر، ومنتصب مخرج لنعتي المرفوع والمخفوض.

الحال اسم منصوب يبين هيئة الفاعل أو المفعول به حينَ وقوع الفعل، ويسمى كل من الفاعل أو المفعول به صاحب الحال.[4]
 الحال وصف، منصوب، فضلة، يبين هيئة ما قبله؛ من فاعل، أو مفعول به، أو منهما معًا، أو من غيرهما وقت وقوع الفعل.[5] والمراد بالفضلة هناك خلاف العمدة.
ومن خلال هذه التعريفات, نعني أن الحال هو الوصف المنصوب الفضلة يذكر لبيان الهيئة ما قبله.
ب‌-الاسمُ الَّذي تَكون لَهُ الحالُ
وقد ذكرنا الوصف في تعريف الحال, والمراد هناك في الوصف أن الحال قد تتكوّن من الفاعل، نحو "رجعَ الغائبُ سالماً". ومن نائب الفاعل، نحو "تُؤكلُ الفاكهةُ ناضجة". ومن الخبرِ، نحو "هذا الهلالُ طالعاً". ومن المفاعيل كلها على الأصحّ، لا من المفعول به وحدَهُ. فمجيئُها من المفعول به نحو "لا تأكل الفاكهة فِجّةً" ومن المفعول المطلق نحو "سرتُ سيري حثيثاً، فتعبتُ التعب شديداً"، ومن المفعول فيه نحو "سريتُ الليلَ مظلماً. وصُمتُ الشهرَ كاملاً"، ومن المفعول لأجلهِ نحو "افعلِ الخيرَ محبةَ الخيرِ مجرَّدةً عن الرياء"، ومن المفعولِ معهُ نحو " لا تَسرِ والليلَ داجياً".
وقد تأتي الحالُ من المضاف إليه بشرط أن يكون في المعنى، أو في التقدير، فاعلاً أو مفعولاً، وذلك في صورتين.
1-    أن يكونَ المضافُ مَصدراً أو وصفاً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعولِهما. مثل قوله تعالى: إليه مرجعُكُم جميعاً.
2-    أن يَصِحَّ إقامةُ المضافِ إليه مقامَ المضاف، بحيثُ لو حذف المضافُ لاستقامَ المعنى. كقوله تعالى: أيُحب أحدُكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيتاً فكَرِهتُموهُ.[6]
ت‌-شروطُ الحال
للحال أربعةُ شروطٍ, -وذكر ابن هشام بأوصاف الحال-  منها:
1.    أن تكونَ صفةً مُنتقلةً، لا ثابتةً (وهو الأصلُ فيها) ، نحو "طلعت الشمسُ صافيةً".
2.    أن تكونَ نكرةً، لا معرفةً. وقد تكون معرفةً إذا صحَّ تأويلُها بنكرةٍ، نحو "آمنتُ بالله وحدهُ".
3.    أن تكونَ نَفْسَ صاحبِها في المعنى، نحو "جاءَ سعيدُ راكباً".
4.    أن تكون مشتقّةً، لا جامدةً.[7]
ث‌-صاحبُ الحال من حيث التعريف والتنكير
صاحب الحال هو الاسم الذي وصفته الحال، أو بعبارة أخرى: بينت هيئته ووضحت كيفيته.[8] الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة، فنحن نقول: "ركبتُ السيارةَ مزدحمةً" أو "قطعتُ الشارعَ ماشيًا" أو "أقبلَ صديقي مستبشرًا" فأصحاب الحال في هذه الأمثلة -كما هو واضح- من المعارف. وقد يكونُ نكرةً، بأحدِ أربعةِ شروطٍ:
1.    أن يتأخرَ عنها، نحو "جائني مُسرعاً مُستنجدٌ فأنجدتهُ"
2.    أن يسبقه نفيٌ أو نهيٌ أو استفهامٌ فالأولُ نحو "ما في المدرسة من تلميذٍ كسولاً
3.    أن يتَخصَّصَ بوصفٍ أو إضافةٍ، فالأولُ نحو "جاءني صديقٌ حميمٌ طالباً مَغونتي"
4.    أن تكون الحالُ بعدَهُ جملةً مقرونةً بالواو، كقوله تعالى {أو كالذي مَرَّ على قريةٍ، وهيَ خاويةٌ على عُرُوشها[9]}.[10]
ج‌-    تقَدُّمُ الحالِ على عاملِها
الأصلُ في الحال أن تَتأخرَ عن عاملها. وقد تتقدَّم عليه جوازاً، بشرطِ أن يكون فعلاً مُتَصرفاً, قوله تعالى {خُشّعاً أبصارُهم يَخرُجونَ}.[11] فان كان العامل في الحال فعلا جامداً، أو صفة تشبهه - وهي اسم التفضيل - أو معنى الفعل دون أحرفه، فلا يجوز تقديم الحال عليه، نحو "ما أجملَ البدرَ طالعاً! " تتقدمُ الحالُ على عاملها وجوباً في ثلاثة مواضع:
1.    أن يكون لها صدرُ الكلامِ، نحو "كيفَ رجعَ سليمٌ؟
2.    أن يكون العاملُ فيها اسمَ تفضيلٍ، عاملاً في حالين، فُضّلَ صاحبُ إحداهما على صاحبِ الأخرى، نحو "خالدٌ فقيراً، أكرمُ من خليلٍ غنيّاً"
3.    أن يكون العاملُ فيها معنى التّشبيه، دونَ أحرُفهِ، عاملاً في حالينِ رادُ بهما تشبيهُ صاحبِ الأولى بصاحبِ الأخرى، نحو "أنا، فقيراً، كخليلٍ غنيّاً".
ح‌-  أَقسامُ الحال
للْحَال أَقسَام باعتبارات فتنقسم بِحَسب قَصدهَا لذاتها والتوطئة بهَا إِلَى قسمَيْنِ:
1.    مَقْصُودَة وَهُوَ الْغَالِب, كقوله تعالى: {فتمثل لَهَا بشرا سويا}.[12]
2.    موطئة وَهِي الجامدة الموصوفة نَحْو: جَاءَنِي زيد رجلا محسنا[13]
الحال المؤسسة، والحال المؤكدة
1.    فالمؤسسةُ (وتُسمّى المبنيّة أَيضاً، لانها تُذكرُ للتّبين والتّوضيح) هي التي لا يُستفادُ معناها بدونها، نحو (جاءَ خالدٌ راكباً) . وأَكثر ما تأتي الحالُ من هذا النوع، ومنه قولهُ تعالى {وما نُرسِلُ المرسَلين إلا مبَشّرينَ ومُنذِرينَ[14]} .
2.    والمؤكدةُ هيَ التي يُستفادُ معناها بدونها، وإنما يُؤتى بها للتوكيد. وهي ثلاثةُ أَنواع
1)    ما يؤتى بها لتوكيدِ عاملها، وهي التي تُوافقه معنًى فقط، أو معنى ولفظاً. فالأول نحو (تَبسّم ضاحكاً[15]) ، ومنهُ قولهُ تعالى {ولا تَعثوا في الأرضِ مُفسدِين[16]}
2)    ما يؤتى بها لتوكيدِ صاحبِها، قال تعالى {ولو شاءَ ربُّكَ لآمنَ مَن في الأرض كلُّهم جَميعا[17]} .
3)    ما يؤتى بها لتوكيدِ مضمون جملة معقودة من اسمينِ معرفتينِ جامدينِ، نحو "هو الحقُّ بيّناً، أو صريحاً".[18]
الحال الجملة
الحالُ الجملة. هو أَن تقعَ الجملةُ الفعليةُ، أو الجملةُ الاسميّة، مَوقعَ الحال، وحينئذٍ تكونُ مؤَوَّلة بمفرد، نحو "ذهبَ خالِدٌ دَمعُهُ مُتحدَّرٌ". والتأويلُ "جاء راكضاً. وذهبُ مُتحدِّراً دَمعُهُ".ويُشترطُ في الجملة الحاليّة ثلاثةُ شروطٍ:
1.    أن تكون جملةً خبريّةً، لا طلبيةً ولا تَعَجُّبيّة.
2.    أن تكون غيرَ مُصدّرةٍ بعلامةِ استقبالٍ.
3.    أن تَشتملَ على رابط يربطُها بصاحب الحال.
والرابطُ إمّا الضميرُ وحدَهُ، كقوله تعالى {وجاءُوا أَباهم عِشاءً يبكونَ[19]". وإمّا الواوُ فقط، كقوله سبحانهُ {لَئِنْ أكلَهُ الذئبُ ونحنُ عصبةٌ[20]} وإمّا الواو والضميرُ معاً، كقوله تعالى {خرجوا من ديارهم وهم أُلوفٌ[21]}.
الحالُ شِبهُ الجملة
الحالُ شِبهُ الجملة هو أَن يقعَ الظرف أو الجارُّ والمجرورُ في موقعِ الحال. وهما يتعلقانِ بمحذوفٍ وجوباً تقديرُهُ "مستقرًّا" أو "استقرَّ". والمُتعلّقُ المحذوفُ، في الحقيقة هو الحال، نحو "رأيتُ الهلالَ بينَ السحابِ"، ونحو "نظرتُ العُصفورَ على الغصنِ". ومنه قوله تعالى "فخرجَ على قومهِ في زينتهِ".
الحال المفردة
الحالُ المُفرَدةُ ما ليست جملةً ولا شِبهَها، نحو "قرأتُ الدرسَ مجتهداً. وكتَباهُ مُجتهدَينِ. وتَعلمناهُ مجتهدِينَ".[22]
خ‌-  تَعَدُّدُ الحالِ
يجوزُ أن تَتعدّدَ الحالُ، وصاحبُها واحدٌ أو مُتَعدّدٌ. فمثالُ تعدُّدها، وصاحبُها واحدٌ، قولهُ تعالى {فرجَعَ موسى إلى قومهِ غضبانَ أسِفاً[23]} . وإن تَعدّدَت وتعدّدَ صاحبها، فإن كانت من لفظٍ واحدٍ، ومعنًى واحدٍ ثَنّيتها أو جمعتها، منه قوله تعالى {وسَخَّرَ لكمُ الشمسَ والقمرَ دائِبَيْنِ[24]} (والأصلُ دائبةً ودائباً) وقولهُ {وسخَّرَ الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومَ مُسخّراتٍ بأمرهِ[25]} .
د‌-    الفرق بين الحال والنعت
الحال والنعت متشابهان في بعض الأحوال ومتفرقان في:
1.    يختلفان في عامل كل منهما فالحال لابدّ له من عامل مذكور قبله يتسلّط عليه و يعمل فيه النصب و النعت في إعرابه متأثر بالتبعية فمن حيث الإعراب يجري عليه ما جرى على اللفظ قبله و هو المعروف اصطلاحا بالمتبوع و هو هنا : المنعوت.
2.    يختلفان في مدلولهما فالحال تبين هيئة صاحبها فقط و النعت يكمل متبوعة ببيان صفة فيه أو في اسم بعده له علاقة بالمتبوع و هو ما ينشأ عنه قسما النعت باعتبار معناه [ الحقيقي و السببي .
3.    الحال النكرة المفرد المشتق نكرة دائما و صاحب الحال معرفة دائما أما النعت فيأتي نكرة و معرفة بحسب منعوته للزوم مطابقته المنعوت في هذه الجزئية.
4.    الجملة تعرب حالا إن سبقت بمعرفة و تعرب نعتا إن سبقت بنكرة.
5.    الحال منصوبة دائما و النعت يأتي في محال الإعراب الثلاثة الرفع و النصب و الجر بحسب متبوعه.[26]




[1] مصطفى بن محمد سليم الغلايينى, جامع الدروس العربية, المكتبة العصرية، (بيروت: 1993م) ج: 3. ص: 78
[2] ابن عقيل, شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك, دار التراث (القاهرة: 1980م) ج:2 ص: 234
[3] ابن هشام, أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك, دار الفكر. ج: 2 ص: 249
[4] على الجارم ومصطفى أمين, النحو الواضح في قواعد اللغة العربية, الدار المصرية. ج: 1 ص:343.
[5] عباس حسن, النحو الوافي, دار المعارف (الطابعة الثالثة عشر) ج:2 ص:364
[6] مصطفى بن محمد سليم الغلايينى,... ج:3 ص:82
[7] ابن الصائغ, اللمحة في شرح الملحة, الجامعة الإسلامية، (المدينة المنورة: 1424ه) ج: 1 ص: 376.
[8] محمد عيد, النحو المصفى, مكتبة الشباب. ص: 456
[9] البقرة: 259
[10] مصطفى بن محمد سليم الغلايينى,... ج:3 ص:89
[11] القمر: 7
[12] مريم: 17
[13] جلال الدين السيوطي, همع الهوامع في شرح جمع الجوامع, (المكتبة التوفيقية – مصر) ج: 2 ص: 319
[14] الأنعام: 48
[15] النمل: 19
[16] البقرة: 60
[17] يونوس: 99
[18] مصطفى بن محمد سليم الغلايينى.. ج:3 ص: 99
[19] يوسوف: 16
[20] يوسوف: 14
[21] البقرة: 243
[22] مصطفى بن محمد سليم الغلايينى.. ج:3 ص: 103

[23] طه: 86
[24] ابراهيم: 33
[25] النحل: 12
[26] http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=3693

Author: MOHD ZACK

Assalamu'alaikum, Saya Penulis di blog ini, silakan Share jika tulisan ini bermanfaat. Terima Kasih atas kunjungan anda. Kritik dan saran silakan di poting di kolom komentar.

0 komentar:

E-mail Newsletter

Kirim alamat E-mail anda untuk mengikuti pembaruan dari kami.

Recent Articles

© 2015 Waajibaty | Distributed By Zacky | Created By Zacky
TOP