ا- ما هو الاشتغال؟
الاشتغال: هو أن يتقدم اسم واحد ويتأخر عنه عامل مشتغل عن العمل في ذلك
الاسم بالعمل في ضميره مباشرة، أو في سببه، بحيث لو فرغ من ذلك المعمول وسلط على
الاسم المتقدم؛ لعمل فيه النصب لفظا أو محلا.
الاشتغال: أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في
سبيبه وهو المضاف إلى ضمير الاسم السابق فمثال المشتغل بالضمير زيدا ضربته وزيدا
مررت به ومثال المشتغل بالسببي زيدا ضربت غلامه
والمراد بسبب الاسم المتقدم: كل شيء له صلة وعلاقة به؛ من قرابة أو صداقة
أو عمل.
ب- أركان الاشتغال
1- مشغول عنه: وهو الاسم المتقدم. بشرط:
·
أن يكون غير متعدد لفظا ومعنى؛ نحو: زيدا ضربته؛
أو متعددا في اللفظ من دون المعنى؛ نحو: زيدا وعمرا ضربتهما؛ لأن العطف جعل
الاسمين كالاسم الواحد حكما؛ فإن التعدد في اللفظ والمعنى؛ نحو: زيد درهما أعطيته؛
لم يصح.
·
أن
يكون متقدما؛ فإن تأخر؛ لم يكن من باب الاشتغال، نحو: ضربته زيدا؛ بل إن نصب
"زيدا" فعلى أنه بدل من الضمير؛ وإن رفع؛ فهو مبتدأ وخبره الجملة التي
قبله، كما نقول: زيد ضربته.
·
قبوله
الإضمار؛ فلا يصح الاشتغال عن الحال والتمييز، ولا عن المجرور بحرف يختص بالظاهر
كـ "حتى".
·
كونه
مفتقرا لما بعده؛ فلا يجوز في نحو: جاء زيد فأكرمه؛ لأن الاسم، اكتفى بالعامل
المتقدم عليه.
·
كونه
صالحا للابتداء به؛ بأن لا يكون نكرة محضة، فقوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّة
ابْتَدَعُوهَا} ليس من باب الاشتغال؛ بل "رهبانية" معطوف على ما قبله
بالواو، وجملة "ابتدعوها": صفة.
2- مشغول: وهو الفعل المتأخر. بشرط:
·
أن يكون متصلا بالمشغول عنه.
·
كونه
صالحا للعمل فيما قبله، بأن يكون فعلا متصرفا، أو اسم فاعل مستكمل لشروط عمله أو
اسم مفعول مستكمل لشروط عمله؛ فإن كان حرفا أو اسم فعل أو صفة مشبهة أو فعلا جامدا
لم يصح.
3- مشغول به: وهو الضمير الذي تعدى إليه الفعل بنفسه أو
بالوساطة بسرط ألا يكون غربيا أو أجنبيا عن المشغول عنه؛ فيصح أن يكون ضمير
المشغول عنه؛ نحو: زيدا ضربته، أو مررت به؛ اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير المشغول عنه؛
نحو: زيدا ضربت أخاه؛ أو مررت بغلامه؛ هذا الأخير، يسمى السببي.
ج- أحكام الاشتغال
1- ما يجب فيه النصب
أنه
يجب نصب الاسم السابق إذا وقع بعد أداة لا يليها إلا الفعل كأدوات الشرط. نحو إن
وحيثما فتقول إن زيدا أكرمته أكرمك وحيثما زيدا تلقه فأكرمه فيجب نصب زيدا في
المثالين وفيما أشبههما.
الأدوات
التي تختص بالفعل:
·
أدوات
الشرط كـ(إن، وحيثما)
·
أدوات
التحضيض، نحو هلا زيدا أكرمته.
·
أدوات
العرض، نحو ألا زيدا أكرمته.
·
أدوات
الاستفهام غير الهمزة، نحو هل زيدا أكرمته، فأما الهمزة فلا تختص بالفعل، بل يجوز
أن تدخل على الأسماء كما تدخل على الأفعال، وإن كان دخولها على الأفعال أكثر.
2-
ما
يجب فيه الرفع
إذا
وقع بعد أداة تختص بالابتداء كـ(إذا) التي للمفاجأة فتقول خرجت فإذا زيد يضربه
عمرو برفع زيد ولا يجوز نصبه لأن إذا هذه لا يقع بعدها الفعل لا ظاهرا ولا مقدرا.
نحو: خرجت فإذا زيد ضربه عمر.
إذا
ولى الفعل المشتغل بالضمير أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها كأدوات الشرط
والاستفهام وما النافية نحو زيد إن لقيته فأكرمه وزيد هل تضربه وزيد ما لقيته فيجب
رفع زيد في هذه الأمثلة ونحوها
3- ترجيح النصب وحالاته
أن
يكون الفعل طلبا، وهو الأمر والدعاء ولو بصيغة الخبر، نحو: "زيدا اضربه"
و: "اللهم عبدك ارحمه" و: "زيدا غفر الله له".
إذا
وقع الاسم بعد أداة يغلب أن يليها الفعل كهمزة الاستفهام نحو أزيدا ضربته بالنصب
والرفع والمختار النصب.
إذا
وقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدمته جملة فعلية ولم يفصل بين العاطف والاسم نحو
قام زيد وعمرا أكرمته؟ فيجوز رفع عمرو ونصبه والمختار النصب لتعطف جملة فعلية على
جملة فعلية.
4- ما يجوز فيه الأمران والرفع أرجح
كل
اسم لم يوجد معه ما يوجب نصبه ولا ما يوجب رفعه ولا ما يرجح نصبه ولا ما يجوز فيه
الأمرين على السواء وذلك نحو زيد ضربته فيجوز رفع زيد ونصبه والمختار رفعه لأن عدم
الإضمار أرجح من الإضمار.
5-
ما
يجوز فيه الأمران على السواء
إذا
وقع الاسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدمته جملة ذات وجهين جاز الرفع والنصب على
السواء وفسروا الجملة ذات الوجهين بأنها جملة صدرها اسم وعجزها فعل نحو زيد قام
وعمرو أكرمته فيجوز رفع عمرو مراعاة للصدر ونصبه مراعاة للعجز.
والله أعلم بالصواب
رابط تحميل على نوع الملف بوربوينت اظغط هنا.
0 komentar: